منتدى زاوية العتيق بالهامل
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


خاص بزاوية العتيق
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 اِشْحَنْ قَلْبَكْ

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
القناص
المراقب العام
المراقب العام



عدد المساهمات : 151
تاريخ التسجيل : 28/06/2011

اِشْحَنْ قَلْبَكْ  Empty
مُساهمةموضوع: اِشْحَنْ قَلْبَكْ    اِشْحَنْ قَلْبَكْ  I_icon_minitimeالأربعاء أغسطس 03, 2011 9:18 am

اِشْحَنْ قَلْبَكْ


بسم الله الرحمن الرحيم ...

{إذا تَمّ الشّحْنُ بالطريقة الصحيحة لِمُدّة ثلاثين يوما ، تكون صلاحية القلب 11 شهراً}
الحمد لله ، الحمد لله حمداً كثيرا طيبا مباركا فيه ، حمدا وشكرا بِهِ نتملقه ونطمع في رضاه
وصلوات تترى على المبعوث بالهدى وسلام عليه وشوقا إليه ، ونرجو عند الحوض لقاه .
وبعـد : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال ربّي " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ " سورة البقـرة 183 .
فكم مِنْ رمضان صُمّناه ولا تقوى ؟!
لماذا نعود بعد رمضان كما كُنّا ، بل لِمَ نَفْتُرُ في بعض أيام الشهـر (القليلة المباركة) ؟
ما الذي يجعـل صيامنا (أجوف) بلا روح !
من دمعت عيناه خشوعا لصيامه (لا لصلاته) ، وفاضت لحظة إفطار ؟!
فالصوم تقوى ، والتقوى زاد .. فـأين نحن من ذاك ؟!
ومن الذي حقًا يَشْحِنَ قَلْبَهُ بِزادِ عامِه في رمضان ؟ ألم يقل ربنا جل وعلا " وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى " سورة البقرة 197 .
إنه مرض العادة وتحول (عباداتنا) إلى (عادات وممارسات خواء) لا معنى لها في حياتنا !
فرمضان يعني الحرمان ، ولمن وعى هو ارتقاء وسمـو .. وإليكم التفصيل :


الهويّـة : التصور الشخصي لأيّ كيان ( معنى الشيء عندك أو هي الهدف والغاية) .
القيَم : الدوافع والبواعث ( أو الأمور المهمة في حياتك ) .
القُدُرات : تنبع من القيم . فوزن الشيء عندك وقيمته يمنحك القدرة على فعله .
السلوك : التصرف والأسلوب والوسيلة ( الأخلاق) .
البيئة : المحيط من حولك والجو العام (الصحب والأهل .. ) .
مِثال : أن يشعر أحدنا (بقيمة) الحفاظ على الجسد، فيقوم (سلوكيًّا) بتناول طعام صحي، فتتحقق (القدرة) في البقاء حيًّا قويًّا، ويكتمل التطوير بأن تكون (البيئة) مساعدة .
من أين أتى الخلل :
إسلام الوراثـة (التقليد) ، فالذي يصوم لأنه نشأ وكل من حوله يصومون صام مثلهم فصومه نتج أنه وجد في بيئة (مُسْلِمَةٍ وبالتالي تصوم) فصنع مثلهم (السلوك) . فصار صومه عادة لا روح فيها .
العلاج :
أن تصل إلى (القدرة) ليس من خلال (البيئة والسلوك) بل من طريق (الهوية والقيم) وهي علاقة متبادلة فانطلق من هويتك نحو البيئة لا العكس .

* رمضان هويَّـةً :
الرسالة : رمضان ، المُرْسِل : الله جلّ وعلا ، المرسل إليه : الإنسان .
و (جلال الرسالة من جلال المُرْسِل)
أتدريّ من الله ! " ما السموات عند الكرسي إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة وفضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على الحلقة "
وَمَنِ الإنسان ؟! قبضة ونفخة ، جسد وروح .. ورسالة الصيام جوهرها ارتقاء بالجانبين ..
كم من أُمَمٍّ اجتهدت للرقي بالجسد .. فسَعَتْ وشَقَتْ ، وأخرى تفننت للرقي بالروح .. فسَعَتْ وشَقَتْ ! ولا أعلم بالمخلوق مِنَ خالقِهِ .. من اتبع نهجه ، سعى وسَعِدْ .
لن تستطيع أن ترقى بشيء لم تسيطر عليه وتمسك بزمامه ، ومن هنا يتضح معنى صائم الحرمان وصائم التُقى .
الصوم لغة : الإمساك و الحبس ، فالصوم صبر والصبر حبس ، هو صبر على الطاعة بمجاهدة النفس وإلزامها التعبد وصبرٌ عن المعاصي بمنعها من شهواتها وحاجاتها .
فإن صُمْتَ بهذا المعنى والإحساس أنّك تحبس نفسك تمنعها تحجبها عن غضب الله (وهذه التقوى) استطعت الرقي بها في رمضان وبعده فقد أحكمت الزمام عليها .
إذاً : لنغير منظورنا لرمضان (هويّة رمضان) فهو ليس حرمان وصنوف طعام وتقليد ، بل حبس نفس وصبر وتدريب .. و تَقوى .
* رمضان قيم :
على قدر (قيمته) في نفسك ستكون (قدرتك) على تحقيق (هويّته)
هنا حيث يفيض الخطباء والكتّاب في سرد فضائل الشهر وعِظَمِه ، فبعد أن تصحح منظورك الشخصي لرمضان .. تزود بالعلم ، العلم بفضائله وفرائضه ونوافله وآدابـه .
بعد أن أصلحت المنطلق (الهوية) وتزودت ب الدوافع ( القيم ) صُمّ (القدرة) متقيدا بجوهر الصيام وآدابـه (السلوك) واجتهد لتكون في (البيئة) المناسبة مع صحبة تعينك ترقى بها .. وترقى بِكْ "لعلكم تتقون" .
أما إذا اكتفيت بالسلوك الموروث عن البيئة .. لم ينتج الصيام الحقّ " رب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش ورب قائم حظه من قيامه السهر "
فاللهم بلغنا رمضان وسلمنا له وسلمه لنا واجعلنا فيه من المقبولين المتقين ، هذا وما كان من صواب فمن الله وحده ذو الفضل والمِنّة ، وما كان من خطأ فمن نفسي والشيطان والله ورسوله مِنْهُ براء . سبحان ربك رب العزة عما يصفون ، وسلام على المرسلين ، والحمد لله رب العالمين .
أصل المادة : محاضرة لـ د. أسامة صالح حريري
صياغة وترتيب : ابنة الرميصاء ، تصميم : قلب الأمل .
الأحد 20 شعبان 1431هـ ، 1 أغسطس 2010 .

لا حقوق محفوظة .. ونسعد بنشره بأي كيفيّة

الحمد لله
{صُمْ صَومَ الفَطِنْ ، الذي صَوَّمَ باطِنَهُ عن الخواطر الدُنيَويّة واللِسان عن اللغو والثرثرة}

مع تحيات القناص

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
اِشْحَنْ قَلْبَكْ
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى زاوية العتيق بالهامل :: القسم الإسلامي :: قلب الشريعة الإسلامية-
انتقل الى: