غم أن الجميع يُؤكّد أن المدرب عبد الحق بن شيخة يتحمّل جزءا من المسؤولية في المهزلة التي حدثت سهرة السبت بملعب مراكش أمام المنتخب المغربي (٤-٠)، .
لاعبـــــون
إلا أن البعض يُريد أن يتناسى دور اللاعبين في هذه الهزيمة التاريخية، خاصة أننا حضرنا لأشباح فوق أرضية الميدان ولم نشاهد ذوي الزي الأخضر إلاّ خلال مدة تقارب 20 دقيقة فقط، قبل أن نرى منتخبا واحدا فوق الميدان
“الهدّاف“ التي عايشت منذ البداية تربص “الخضر“، تعود بالقرّاء إلى ما حدث بالتفصيل من أمور كانت توحي أن الكارثة ستحلّ بصفوف “الخضر“، خاصة عندما يتعلق الأمر بلاعبين لم يكونوا متحمّسين قبل المواجهة ويُفكّرون في أمور أخرى.
عشية التنقل إلـى مراكـش اللاعبـــون لا حديث لهـــم إلاّ عن مكان قضـاء العطلة
تواجدنا بمقرّ إقامة “الخضر“ في “لامانغا كلوب“ بجنوب إسبانيا سمح لنا بالوقوف على العديد من الخبايا التي تُفسّر إلى حدّ ما المستوى الهزيل الذي أظهره رفقاء حسان يبدة سهرة أول أمس، حيث إكتشفنا وبالصدفة العديد من العناصر الوطنية تتحدّث عن العطلة والمكان الذي تمّ إختياره وهذا عشية التنقل إلى مراكش، ما يعني أن هذه العناصر (لعبت أساسية في مواجهة السبت) كانت لا تُفكر في الإطاحة بالمغاربة، بل في العطلة التي ستنطلق مباشرة بعد صفارة الحكم الإيفواري، والغريب أن الأمر بعد ذلك انتقل إلى غالبية العناصر التي بدأت تبحث عن ثمن قضاء العطلة في المكان الفلاني، ومقارنة القيمة المالية التي دفعها كل لاعب لأجل قضاء عطلة مريحة.
رفقـاء مبولحـي ظلّوا يطبعون تذاكـر السفـر إلـــى جــزر “الكارييب“ ودبـــي
وما حضرناه وشاهدناه بأعيننا أنه عوض الحديث عن المواجهة وأهميتها ساعات قبل السفر إلى مراكش، لوحظت العناصر الوطنية وهي تعطي نصائح إلى بعضها البعض حول وكالات السياحة والسفر، وكذا القيمة المالية الأحسن المعروضة في بعض الوكالات السياحية بفرنسا، لأجل قضاء العطلة في جزر الكارييب. وكذا جزر الكناري أين ستتواجد العناصر الوطنية بكثرة بداية من يوم الغد، في حين فضّل البعض الآخر قضاء عطلته في دبي، متحدّثين عن مزايا قضاء العطلة في بلد كالإمارات .. إلخ من الأحاديث التي كانت تظهر أن “الخضر“ كانوا يُفكرون في العطلة الصيفية أكثر من المواجهة.
فوضى عارمـة في الفنـدق وصبيحـة اللقـاء الجميـع يتهافت علـى التذاكـر
إضافة إلى عدم تركيز العناصر الوطنية على اللقاء ووضعه في الدرجة الثانية من إهتماماتهم، تواصل عدم التركيز حتى بالوصول إلى فندق “ڤولف بالاس“ أين حضرنا إلى فوض عارمة بالفندق تسبّب فيها تواجد عدد هائل من الأنصار في نفس مقر إقامة “الخضر“، إلى درجة أن العديد من الأنصار ظلوا يتنقلون إلى الغرف لأخذ صور تذكارية مع اللاعبين، وتواصلت الفوضى بعدها في يوم المواجهة وحتى ليلتها، أين تنقل عدد كبير من عائلات اللاعبين وأصدقائهم إلى الفندق لملاقاتهم والبحث عن التذاكر، ما خلق فوضى عارمة، خاصة في صبيحة المواجهة، حيث لم يتمكن أعوان الأمن من إخراج الحاضرين في بهو الفندق كونهم عائلات اللاعبين وأصدقائهم. وظلّ أشبال بن شيخة ينزلون الواحد تلو الآخر من غرفهم لأجل تسليم الدعوات والتذاكر إلى ذويهم، وعادة ما كان ما يُقدّم من تذاكر لا يكفي، مما جعل رفقاء بوڤرة يعودون إلى البحث عن مزيد من التذاكر الأخرى. لنضع القارئ في الصورة التي كان فيها العناصر الوطنية قبل ساعات قليلة من مواجهة مصيرية يلعب فيها التأهل إلى نهائيات كأس إفريقيا.
“بارديـن ڤلـوب” والضحـك حتـى القهقهة بعد الهزيمة
والذي لا يمكن فهمه بعد هذه الهزيمة القاسية هي الوضعية النفسية التي شوهد عليها العديد من العناصر الوطنية مباشرة بعد اللقاء عند خروجهم من غرف تغيير الملابس، حيث في وقت كانت بعض العناصر جدّ متأثرة من الذي حدث على غرار لموشية ومصباح، كانت عناصر أخرى تستمع إلى الموسيقى ثم تضحك مع بعضها البعض وكأنها غير معنية تماما بالذي حدث. ليبقى أغرب ما شاهدناه هي قهقهة أحد اللاعبين الذين تسبّبوا بنسبة كبيرة في الهزيمة بأدائه الهزيل وكأن “الخضر“ فازوا بالمواجهة.
هناك حتى من خرج إلى السهر في ملهى ليلي
وتفاديا لتجريح الأشخاص سوف لن نعطي أسماء الذين لا يستحقون حمل قميص مات عليه الشهداء، بالنظر إلى ما شاهدناه بعد المواجهة في الفندق، حيث لوحظ خروج بعض اللاعبين إلى السهر في ملهى ليلي غير بعيد عن الفندق ودون أيّ “حشمة” أو إحترام تجاه ملايين الجزائريين، الذين لم يتمكنوا من النوم من شدّة التأثر بالهزيمة النكراء، لأنه حتى وإن كانت الحرية الشخصية للاعبين بعد اللقاء لا نقاش فيها، إلاّ أن السهر بهذا الشكل بعد خسارة مذلة وكارثية يظهر عدم تعلق هؤلاء بألوان وطنهم.